عن الحب و الشجر

أحبك مئة شجرة برقوق في اليوم.
***
شجرة الأكادنيا لا تزال تسقط أمام نعاسي ورقةً ورقةً، وأنا ما زلت أسقط أمام عمري منديلاً منديلاً، ومطاراً مطاراً.
***
أموتك ستين صيفاً في شجرة الإجاص.
***
شجرة التفاح دليل الحب السياحي، تنتظره عند منعطفات المدن العمياء وتأخذه من عين دهشته إلى ينابيع الحب وذكريات العشاق السابقين.
***
أثمة مطر في بلاد بلا شجر؟.
***
الشجر أجساد المطلق على الأرض.
***
حين كسرت قوانين البلاد وذهنها الشجرةَ الأخيرةَ في شارع حينا من خاصرتها تمهيداً لبناء برج شاهق، تضامنت يد حبنا مع نفسها وكسرت نفسها من مرفقها، لا حب ينمو في بلاد الشجر المتكسر؟.
المطر العنيف لا يفهم الشجر، لا توافق أو تفاهم بينهما، المطر العنيف مراهق متحرش بنمش كثير على الوجه وهواجس جسدية مخيفة، الشجرة بنت حائض تهرب من جسمها ومن الصبي إلى كهف (الخزي)، الشجر يحتاج مطراً هادئاَ يسقط على الشجر وكأنه الندم.
***
في تجاور حرفي الشين مع الجيم في كلمة (شجر) تستحم غابة صغيرة خجولة.
***
الأشجار لا تموت واقفة كما تشيع أيديولوجيا الثورات وقصائد البطولة الفارغة، الأشجار لا تموت، وإذا كان لا بد من موت لها فهي تموت عاشقة.
***
ما إن يزهر اللوز أمام بيتنا، حتى نطوح بساعاتنا في شوارع الهواء، تطير فراشات الخلود من تحت إبط لحظتنا، ما إن يخبو اللوز ويلبس عريه، حتى نهجم على الشوارع كالمجانين التعساء، نبحث في قش الهواء عن ساعاتنا الثمينة، كم نعاني من ضعف ذاكرة رائع، ألسنا عشاقا؟.
***
تنضج حبات الرمان على الشجرة، يسقط بعضها يأساً أو شيخوخة، وينتظر البعض الآخر الأيدي السريعة، فيموت فينا شيء ما.
***
لقطف حبات التين المندى في الصباح الباكر جداً صدى بعيد لجرس حب.
***
منذ أحببتك وشجرة الجوز في حقلي ساكتة عن الكلام والغناء.
***
الياسمينة بجانب طريق بيتنا ليست ياسمينة، هي جسدك النهائي، وما جسدك الظاهر بين الناس سوى تمرين الجسد.
***
الطيون العشوائي النابت كانفجار من شقوق أرض حديقتي، هل هو رغباتك الوحشية وسط بلاطات حديقة عقلك؟.
***
أقبلك في وسط الليل، فنسمع خضرة أوراق دالية العنب خلف نافذتنا.
***
في الصباح وأنت تتمطين في الحديقة: بينما أنا أرسم لنا القهوة في المطبخ: أسمع صوتك تسألين: ثمة من طلى نافذتك باللون الأخضر ليلة أمس، تعال وانظر.
***
حقل مشمش سائل بحزمة صلبة من الندى هو نهدك.
***
كم هو بروميوثيسي مشهدك وأنت تتسلقين حافيةً شجرة الليمون، في ظهيرة نهاري الضجر، ليمت (زيوس) في حسرته، فلا عقابات تقدر على نهش كبدك في وجود فمي. شكراً لأنك سرقت أول ظل لشجرة في العالم من آلهة الشمس وأهديتني إياه، منذ ذلك الوقت والبشرية تحتفل بالظلال.

0 التعليقات:

إرسال تعليق