ضوء غريب يقترب

ذات مفترق حلم قلت لي(:انت ضياعي البهيج) لم افهم،اعتقدت انك تغازليني، هل كنت أحمق؟ كنت لحظتها أرقب حزيناً نجمة روحي اليتيمة وهي تتأرجح على مشنقة قحطي بين انطفاءتين خجولتين، وبضع اشراقات خفيفات، رد عليك كائن عجيب في داخلي لا اعرفه: أتدرين من أنت ؟ أنت رمشة رغبتي الأولى، لثغ شيخوختي، حكمة طفولتي، لم تصنع كلماتي اية دائرة في بحيرة روحك، لم تثر زوبعة، فحزنت وانحنيت على يأسي واختفيت.
قلت لي: دعنا نغادر سريعاً هذه الدوائر المتكررة، هيا نهرب الى دوائرنا العذرية، لم أفهم عليك، فكلماتك واقترحاتك أشد كثافة من أن الاحقها بوعيي الرخو، سمعتك تمسكين يدي، شعرتك تقودينني حافية النهدين الى غرفتنا التحتية، هبطنا السلم، مرتبكاً كنت، وكنت انت سيدة مساءاتي الهاربة من جحيم الارض الى جيب الله.
الى أين نهبط يا سماء نجمتي اليتيمة ؟
قلت : الى المطرود منا والمهجور عنا والمخبوء فينا الى أجزائنا السجينية الى موتنا الجميل.
هناك بحثنا عن انفسنا فلم نجدنا، هناك ضعنا، غاب حضورنا اللحمي المتغطرس وغرقنا في حضور من لهب وحرير وضحك أطفال، هناك غرست انت أسئلتك في لحم المكان النيء، وكنت أنا أتجول مبهوراً في منحنيات الغرف التحتية.
لماذا لا يعيش الناس هنا؟ سألتك.
ابتسمت ولم تجيبي فعرفت اني ما زلت اعاني خلل اللحاق بوعيك المتقدم
يا جنون البحث عن أنفسنا توقف
ايتها المجنونة : كم من الابواب حطمت في طريقك الى عش الريح.! كم من النوافذ رشقت بها سور المدينة الثقيل! كم من الغياب الجميل ارتكبت ركضا وراء بروق الجسد الخفية،! وانقلابات المعنى! وخيانات الحقول!
قلت لي مرة: داخلي طاقة نار كبيرة، ستاكلني ان لم يفهمها احد، ان لم يحترق بها شهيد، طأطأت نظرتي، واشحت بعنقي بعيدا، وابتسمت انت، ساخرة او مشفقة، او مراهنة على عاصفتي القادمة،
ايتها المجنونة: احبك خائنة ومخلصة، فانت من علمني التلذذ بسحر الغياب، وروعة الخيانة، وتفاهة التفاصيل الصغيرة،
يا رحلة التنقيب الجهنمية عن ممراتنا المطمورة انتهي
هيا نعود يا صديقة، ثمة صراحة عميقة هنا، عري لا يطاق، انكشاف هائل.صدق مرعب،
الى اين تمضين بي؟
ماهذا الضوء الغريب الذي يقترب منا؟
ولم الاشياء حولي تخلع عنها قمصانها المتعرقة؟
عودي بي الى غرفتي ومدينتي، فثمة مقابلة لي مع الكذب، مع الوهم،
اشتقت الى طاقيتي وجواربي وستارتي، اشتقت الى أكاذيبي وأساطيري وأشعاري
سمعتك تضحكين بصوت عال
وسمعتني ابكي أبكي ابكي


0 التعليقات:

إرسال تعليق