عن الأمهات

نغمات
بالمناسبة لا وطنَ أو جنسية في الأمومة، الأمومة نفسها وطنٌ واحد وذاكرة واحدة، الأمهات شعب كامل، انطروا كيف يألف بعضُهن بعضاً بحميمية عجيبة في غرف انتظار الاطباء، أو في السوق، أو في السوبرماركتات، وفي سيارات الأجرة. هن أمة من حرير ومواقد وخبز، الامهات تماماً كالموسيقى، نعم الأمهات سمفونيات عزفها الله الجميل في قاعة فخمة...أمام ملائكته المبتسمين، وما نحن سوى نغمات أمهاتنا الرائعات.

تساؤل
في رأسي تساؤل مُلح: لماذا تموت الأمهات يا ربي؟ واذا كان لا بد من موتهن، لماذا لا يحولهن الله الحبيب الى أقمار في السماء، تخيلوا السماء مطرزةً بالأقمار، كلما بزغ قمرٌ جديد قال الناس: ثمةَ أُم ماتت قبل قليل. وهكذا نستطيع أن نرفع رؤوسنا الى أُمهاتنا الأقمار حين نحزن ونمرض ونيأس ونهمس لهن: شو أعمل يا أمي احكيلي؟ فيتوهج وجه القمر أكثر، فنتوهم أن أمهاتنا يلعبن بشعر رؤوسنا، ويربّتن على كتف يأسنا، فنهدأَ وننطلق في الحياة من جديد.

آمنة
عزيزتي أمي آمنة: أتذكر كيف كنت تتسللين الى غرفتي، بينما أنا غاط في أحلامي، تتحسسين ذقني لتتأكدي من خشونتها حتى (تسخّني) لي الماءَ لأحلق ذقني. في أول مرة، قلت في نفسي لقد جنّت هذه المرأة الغريبة، وحين عرفت مقصدَك، انتحر الكلامُ في حلقي يا أمي. ورأيتك المُطلق في أحلى تنكره.

Zkhadash1@gmail.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق