انتحار

كنت أجلس بجانبها في حافلة، أسير قسوتها الغامضة ورائحة شعرها النفاذة عائداً من جنازة صديق منتحر، ادخن بشراهة، اخبئ ما تبقى من دموع عينيٌ في جيب معطفي، اعيد قراءة رسالة الصديق الأخيرة، أرقب مذهولاً الاشياء والأرصفة والناس وهم ينخطفون بقوة غريبة الى الخلف، كنت اتهيأ الحديث معها، كأن اقول لها مثلاً: أيتها الفاتنة كالإعصار يا الهية الخصور، لم يعد في قلبي متسع للكوارث افتحي شبابيك حياتي مزقي ستائر ظلمتي فقد اختنقت روحي في غرف أيامي المقفلة هل قلت لها ذلك؟ لم اعد اذكر ذلك او لم يعد يهمني ان اعرف، الحافلة تتوقف تبصق راكباً وتبتلع آخر فجأة رأيته يصعد الى الحافلة يتقدم نحوى مبتسماً الهي اليس هذا هو صديقي المنتحر لم اكن في جنازة اذن آه تذكرت الآن كنت برفقة صديقية قديمة قالت لي: انها تود مصارحتي بمشاعر جديدة، جلس صديقي بجانبي وسيماً كعادته قال لي: يقولون ان الطقس سيتحسن غداً وانه لم يعد يثق بهم أبداً أبداً ويفكر جدياً في الهجرة الى بلاد أخرى بعيدة هبطت مع صديقي من الحافلة في الطريق الى صديق آخر توقف قرب شجرة هزيلة عارية أشهر مسدساً صوبه الى رأسه وقال لي قبل أن يفجرها قطعاً متطايرة: لم أعد اطيق آلام قدمي وهي تنحشر في حذائي الضيق

0 التعليقات:

إرسال تعليق