هكذا ننتصر

بعدم الغناء الـمرعب على طبول دمنا وهو يراق، بالكف عن تحويل أشلاء أطفالنا وصيحات أمهاتنا إلى نشيد ومنهاج وعلـم، واعتبارها مرشداً للنصر والهوية أو مؤشراً على الإيمان أو سلّـماً لرضى الله، باستخدام جانب مغيّب آخر هو (العلـم) من عقلنا الـمليء بالانتقام والبطولة والانفعال، بالحزن حين يموت أطفالنا، لا بالرقص وتبادل التهاني والزغاريد، ببناء الإنسان الفلسطيني لا على (خيبر خيبر يا يهود) بل على الحرية والعدالة لشعبنا، بإعادة إنتاج فكرة الانتصار بحيث تصبح استبصاراً وحكمةً وإنساناً. بالرد على مجازر الاحتلال، بالصمود والوحدة، لا بالآيات وانتزاع دروس التاريخ من سياقها، بإنهاء ظاهرة ما يشبه الفزعات العشائرية في نضالنا الوطني، بتقبّل أن طريقة قص شعر أي شخص آخر في العالـم من حقها أن تختلف عن طريقتي، بإرهاق الاحتلال والعالـم في الحديث عن السلام، بتسميمه بضعفنا وكوننا شعباً أعزل متعطشاً للحرية لا للدم، بإرباكه بثقافتنا وحبنا للشعر والـمسرح وإعجابنا (مثلا) بساندرا بولك. هكذا ننتصر

0 التعليقات:

إرسال تعليق