هناك لا يمتن فقط.. يكتبن الشعر أيضاً

أشعارٌ عذبةٌ ومتفجّرةٌ بالحَنين والجَنين وصافيةٌ كتبتها نساء قبائل البشتون في أفغانستان همساً داخل بيوتهن، أشعارٌ مطارَدةٌ وممنوعةٌ لكنها تفرض نفسها بقوة الحقّ في الحلم، ونار الرغبة في الحياة. جمعها من شفاه النساء سيد بهاء الدين مجروح. أقدّمها في زاويتي تأكيداً على حق المرأة في أن تحلم وتكتب وتشتاق وتتفلسف. المجد للنساء الشاعرات القويّات الممعنات في البوح والجمال... المجد للشعر حين يقال على لسان امرأة غادرها حبيبها للتوّ ليموت هناك بين الصخور الخشنة. المجد للقول الشفويّ المخزّن في ذاكرة الهواء... من يستطيع مصادرة الهواء أو اعتقال الشعر ؟؟.

شعر النساء البشتونيات

( 1)
يا إله المنفيين الكبيركم ستدوم الحياة فوق هذه الهضاب الجرداء

(2)
على وجنتي تتدحرج دمعاتكيف أنسى قمم جبال كابول المكللة بالثلج

(3)
تُباعد جبالٌ بيننا الآنوحدها العصافير رُسلنا، وأناشيدها الدليل.

(4)
إذا مات حبيبي، لأكن كفنههكذا نتزوج الرماد معاً.

(5)
ماذا تستطيع أن تفعل إلا القتاللن تكون، إذا خضعت سوى عبد عبد.

(6)
الشهيد شهب تلمع ثم تنطفئالميت في أرضه لا يفعل شيئاً سوى إتلاف الأسرّة.

(7)
ليس لك سوى الهباء، لن تأخذ فمي أبداًلقد اختبأت حين ذهب الرجال إلى المعركة.
(8)لن يأتي الموت إذا لم تحن الساعةسيشتعل العالم، لا تخف أبداً يا حبيبي.
(9)لو كنت أعرف أن زمن الفراق سيأتيلأمسكت بيد حبيبي حتى ساحة المعركة.
(10)اِذهب وقاتل في كابول، يا حبيبيمن أجلك، سأحتفظ بفمي وجسدي طاهرين.
(11)أيتها الأرض ضريبتك كبيرةتفترسين الشبيبة وتتركين الأسرّة قاحلة.
(12)يا إلهي، لا تدع امرأةً تموت في المنفىستنسى اسمك، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرةلن تفكر سوى بمسقط رأسها.
(13)أيها القذر الصغير تناول بندقيتك واقتلنيفطالما أنا على قيد الحياة، لن أتخلى عن عشيقي أبداً.
(14)يا إلهي، أحرق بيوتالذي دمّر منزلي، الذي أهداني الموت.
(15)في يدي وردة تذبلفأنا لا أعرف لمن أعطيها في هذه الأرض الغريبة.
(16)ليؤذن الشيخ صلاته عند الفجرلن أنهض ما دام حبيبي يريدني.
(17)يا إلهي، لتضمني اليوملم أعد أرغب في رؤية الوجوه، لقد ذهب حبيبي.
(18)لتقطف الورود ملء راحتيكأنا بستان أنت مالكه
(19)إما أن تكون على صدري دائماًوإلا فالأفضل أن تكون بين ذراعي الأرض المعتمتين.
(20)لا تضمني كثيراً بين ذراعيكسيفضح سرّنا غداً، عطر قلادتي.
(21)فمي كله لَكلن أعطيه إلا للمحارب المنتصر.
(22)يا بنيّ، لو تخليت عن حربناسألعن حتى حليب ثديي.
(23)الأبطال أحياء دائماًوحدهم الخائبون يذبلون إلى الأبد.
(24)مرّر يدك بهدوء في تجويف يديما إن أزهر رمان "قندهار" حتى نضج.
(25)ينزلق سروالي ذو اللون الناري عن ساقيّيقول قلبي لي إنك ستكون هنا هذه الليلة، ربما غداً.
(26)يا محبوبي، لا أستطيع أن أهديكسوى المسكن الذي بنيته لك، في أعماق قلبي.
(27)أزداد جنوناً، حين أمرّ قرب قبر وليّ،أرمي له الحجارة لكل أمنياتي غير المستجابة.
(28)قال لي قلبي: إنني لا أنفع لشيءإنهما العينان اللتان، حين رأتاك، جعلتاني عاشقة.
(29)أكلت فمي من دون أن تشفي غليلكأيها الأبله، احملني على ظهرك، أنا مستعدة لأتبعك.
(30)سأذبحك أيها الديك الملعونلأنك لو لم تصِح، لكان حبيبي لا يزال بين ذراعيّ.
(31)يتباهى الآخرون بثياب العيد الجديدةأما أنا فأحتفظ بالثوب الحامل رائحة عشيقي.
(32)مرةً أخرى، لتمرّ على طريقيفها إن آثار خطواتك تمحى في الغبار.
(33)لتكن سعيداً، يا حبيبي، سأهتم أنا بالأحزانيعرف قلبي الشقاء، لن ينفجر أبداً.
(34)إذا كنت أتفرس فيك بهكذا إلحاحفلأني أرى فيك تارةً أنك عشيقي المقبل.
(35)لا تحطمني أبداً بين ذراعيكإن براعم نهدي ترتجف بألم ناعم.
(36)حبيبي عقد على عنقيقد أسير عارية، لكني لا أبقى لحظة بلا عقد.
(37)تعال لألمسك، لأحتضنكأنا نسيم المساء الذي يموت قبل الفجر.
(38)هل إن ذلك خطيئة يا إلهي؟أوجدت صديقة في هذا العالم، وقطفت منهاالزهرة التي أعجبتني حقاً.
(39)لتكن سعيداً يا حبيبي، سأهتم أنا بالأحزانيعرف قلبي الشقاء، لن ينفجر أبداً.
(40)حلمت الليلة الماضية بأمر تحققأخذني حبيبي الجبان بين ذراعيهفي وضح النهار

0 التعليقات:

إرسال تعليق