كم تشبهنا فلسطين!


1

أحبّ بلادي فلسطين أكثر؛ لأنها بلادك أيضاً.

2

فلسطين ليست بلاداً وشعباً واحتلالاً، هي محض فكرة لطيفة، أو عبث لغوي أو وجودي، من اختراع مشاغباتنا،

وثرثراتنا، ومللنا، بينما كنا عائدين إلى غابتنا من الجبال القريبة.

3

أنام كل ليلة قرب جسدين غريبين: جسدك الـمفرط في كبريائه، وجسد فلسطين الـمفرط في دمه.
تحيرني شامات جسدك؛ فهي تتحرّك وتغيّر أمكنتها تبعاً لذكاء يدي، تحيرني دماء فلسطين ومنابعها، فهي تتحرك تبعاً لجنون التاريخ.

4

اعتاد محبّو فلسطين القول: نموت من أجل فلسطين، نقول أنت وأنا: ببراءة تشبه الخطأ لطفلين حافيي القدمين في مخيم: لـماذا لا تموت فلسطين من أجلنا، فحبنا هو فلسطين أخرى أجمل.

5

أنفاق غزة توصل إلى بلاد الجوع، عيناك الطويلتان توصلاني إلى بلاد جسدي.


6



لـماذا أفكّر في (غولدستون) الآن وتقريره؟ بينما أنت تنتظريني في غرفة النوم، تعدين لي عينيك عشاءً شهياً.

7

هل هي صدفة أن نفعل ذلك أكثر من مرة؟ هل هو الضوء ما كنا نحتاجه؟ نكبت صوت فضائية (الجزيرة)، تحت التلفاز بالضبط، لا نفتح أبواب ونوافذ الحب فحسب، بل نلغيها من الوجود. تتناثر مجازر العالـم في (الجزيرة)، وتضج هتافات حشودها وصراخ سياسييها، نتناثر نحن معاً على الأرض بانتشاء لا يصدق في مهب الحروب.

8


أتذكّر عروس وليد في إحدى قصائده، كانت تشعر برغبة شديدة في التبول بينما حشد فرح يرقص حولها، وحدي أعرف الآن أنك تركضين أمام طلقات وغاز جنود الاحتلال مع الراكضين، ليس هرباً أو تجنباً لـموت أو اعتقال، بل بحثاً هائجاً عن مرحاض.

لو خيّرت بين فلسطين وبينك، لاخترت الـمسافة بينكما، لا أدري لـماذا؟.

8

وحدها فلسطين دون غيرها من بلاد العالـم تعرف الـمعنى الخفي لحبنا، كم نشبهها، كم تشبهنا، نحن تكثيف جراحها، انفجاراتها، تقلباتها، نحن منفاها.

Zkhadash1@gmail.com


تاريخ نشر المقال 13 تشرين الأول 2009
جريدة الايام الفلسطينية

0 التعليقات:

إرسال تعليق