موعد شاحب

كتبت لها :
بماذا تراك تحدقين الآن ؟
بجدار أم بفكرة !

كتبت لي :
أحدق في دود يتهيأ لافتراس ذاكرتي سنة فسنة بينما أنا نائمة تحت الأرض يتقاتل الدود على سنواتي يسقط بعضهم جرحى على أسوار العام الأول وبعضهم قتلى على عتبة العام الأخير
ثم سرعان ما ينفض الدود
لماذا انفض عن ذاكرتي الدود يا صديق ؟!
سمعت دوده تقول لصديقتها بينما تبتعدان خائبتين
أضعنا وقتنا !!!
ذاكرة فارغة
وسراب سنين.

كتبت لها :
بماذا تحلمين الآن

كتبت لي :
احلم بالله جاراً متفهما وناضجاً ورائعاً
نقطف أزهار حديقته ولا يغضب
أرميه بتنهداتي وأرشقه بالنداء
ألوح له بنصوصي من النافذة
وفى الليل البارد العميق
نخطف موعداً شاحبًا على الدرج
وهناك أهديه عصفور عزلتي
فيهديني قهوة قميصه

كتبت لها :
تعالي إذن نموت معا
انهضي الآن
جهزي حقائب التعب، و سأجهز أنا معطفاً للبكاء السري
قفي على الهاوية
حافية وراكضة
بلا جدران
بلا رجال
بلا ذاكرة وبلا مساءك الأخير
لا تخافي
الهاوية طويلة وثقيلة ومتفهمة
ثمة فرصه للثرثرة
والضحك
والنكات البذيئة
ثمة متسع للقبلات الخفيفة
والغضب الصغير
سيكون بامكاننا أن نستاء ونرقص
ونندهش
وأن نتنبأ بموعد الحرب القادمة
وعدد
الشهداء
والإشاعات
وشكل الطقس في الغد
لا تخافي
الهاوية طيبة طويلة وبعيدة
ومتفهمة

كتبت لي :
ماذا تكتب الآن

كتبت لها :
أكتبني صوت ارتطام جنون نسر مع عماء العاصفة
مسافة متغطرسة ببين نشيد الهطول وانتحاب الأرض الجرداء
أكتبني رجلاً مبعثراً
بين السراب والخراب
أكتبني كائنا نحيلاً مرتعباً
محظوراً من ذاكرة الضوء.

كتبت لي:
لنذهب سريعاً
قبل أن تتساقط هذه النجوم الطفلة
وقبل أن نكون الشاهدين الوَحيدَين على انكسار الغيمات
في محفل الانهدام منذ الأزل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق